بنترست هتك العرض .. تجربتي مع الجريمة المعلوماتية
📁 آخر الأخبار

هتك العرض .. تجربتي مع الجريمة المعلوماتية

 العرض، وكيف كفل القانون المصري حماية الشرف والعرض، هو موضوع مقالنا اليوم، العرض والشرف من أهم ما حرص القانون على حمايته ووضع الأطر والمواد الرادعة لكل من يحاول المساس بهما، ولكن العقبة الوحيدة هي الجهل، نعم الجهل لدى كل مجنى عليه يتعرض لانتهاك شرفه أو عرضه، الجهل في كيفية القصاص بالقانون، الجهل في تقنين الإجراءات، وكيفية استخلاص أدلة الثبوت ، ولأن جريمة العرض هي من جرائم الشكوى، مثلها مثل جريمة الزنا والجرائم التي تقع بين الأصول والفروع، فإن المجنى عليه فيها هو الشرارة الأولى، والعنصر المحرك الأول لها، والجهة الوحيدة المنوط لها تقديم البلاغ الوافي الشافي، وهنا تكمن الفكرة.

العرض

الفرق بين هتك العرض والزنا والاغتصاب

تعلمنا في سنواتنا الدراسية ونحن طلبة صغار في كلية الشرطة ، وأنا شخصيا تشرفت بأن كان أستاذي هو الأستاذ الدكتور حسنين عبيد، وما أدراكم من هو حسنين عبيد، ولكن كنت من المحظوظين أنا وزملائي بأن درس لنا هذا العملاق مادة علم الإجرام وعلم العقاب، وتعلمنا منه الفروق الجوهرية البسيطة بين معنى هتك العرض ومعنى الزنا ومعنى الاغتصاب، وهى فروق يقع أساتذة كبار في الجهل بها، وهو ما يؤثر على القضية بشكل عام خاصة في مراحلها الأولى.

إن هتك العرض وبكل إيجاز أو الاعتداء على العرض أو الشرف، يعنى أن تمتد يد إلى جزء في الإنسان يعتبر عورة، هذا بكل إيجاز، فإذا امتدت يد رجل على جزء من جسد أنثى يعتبر عورة، فإن هذا الرجل يكون مرتكبا لجريمة هتك العرض، والعكس صحيح، اذا امتدت يد انثى لجزء أو مكان في جسد الرجل يعتبر عورة، فإن هذه الأنثى تكون قد ارتكبت جريمة هتك العرض، ويقع كلا منهما تحت طائلة القانون.

أما الاغتصاب وكما عرفه القانون، وكما شرحه ووضحه لنا الفقيه القانون العظيم، عميد كلية حقوق القاهرة الأسبق ورئيس جامعة القاهرة الأسبق الدكتور حسنين عبيد، فإنه لا يقع إلا على الأنثى فقط، فليس هناك جريمة تسمى جريمة الاغتصاب  يكون الرجل مجنى عليه فيها، وإنما الأنثى فقط هي التي يقع عليها هذه الجريمة ققط، أما هتك العرض فهي جريمة يتعرض لها الرجل والأنثى على حد السواء.

أما الزنا، فهو مشترك أيضا بين الرجل والمرأة، فهي جريمة يقع فيها الرجل المحصن والمرآة المحصنة، ويعاقب كلا منهما عليها، وإن كان إثباتها على الزوج أكثر ضراوة وصعوبة من أوجه اثباتها على الزوجة، حيث يكفى بالنسبة للزوجة أن تكون قد ارتكبت الجريمة في أي مكان، أما الزوج فلابد وأن يكون قد ارتكب جريمة الزنا في فراش الزوجية فقط، وهو أمر غريب ومريب وقصور حاد لابد وأن ينتبه له المشرع، خاصة وأن التمييز فيه واضح بين الرجل والأنثى، تمييز لصالح الرجل، دون أدنى مبرر من المنطق أو العدالة.

هتك العرض والجريمة المعلوماتية والمواجهة التشريعية

ومنذ عام 2018، وتحديد منذ أن صدر القانون رقم 175 لسنة 2018 في شأن جرائم التقنية، أو الجرائم المعلوماتية بشكل عام، سواء ما تعلق منها بالشبكة المعلوماتية العنكبوتية ذات البعد الدولي، بكل ما تتضمنه من وسائل تواصل مستحدثة عبر الحدود العالمية مثل الفيس بوك واليوتيوب وغيره، أو ما تعلق منها بالاتصالات المحلية، خاصة ما يتعلق بتطبيقات ذكية مثل الواتس أب والتليجرام وغيره، منذ هذا التاريخ وقد بدء المشرع المصري ينتبه إلى الجرائم المعلوماتية وبالأخص جرائم العرض والشرف.

وإذا كان القانون الوضعي الكلاسيكي الذى درسناه على أيدى فقهاء القانون القدامى، من أمثال الدكتور حسنين عبيد والدكتور نجيب حسنى والدكتور فتحي سرور وغيرهم، قد تحدث عن هتك العرض بالمفهوم الذى أوضحناه سلفا، فإنه لم يتعرض إلى هتك العرض عبر الشبكة العنكبوتية، وها ما انتبه له المشرع في القانون سالف الذكر، فأمر بأن يكون هناك مباحث متخصصة لجرائم الانترنت، ومباحث أخرى متخصصة للاتصالات، بل ومحاكم متخصصة للعقاب، وهى المحاكم الاقتصادية.

ووضع المشرع المصري حزمة من المواد العقابية الرادعة التي تطبقها المحاكم الاقتصادية المتخصصة، والتي تبدء بغرامة خمسون ألف جنيه وتنتهى بالسجن المشدد خمس سنوات، لكل من تثبت إدانته بشكل قاطع وصريح في جرائم العرض والشرف، وهو ما ينقلنا إلى التعرض لأهم جزئية في هذا المقال، وهى كيف تحصل على حقك بكل احترافية من أي شخص اعتدى على عرضك أو شرفك وارتكب في حقك أو حق ذويك جريمة من الجرائم المعلوماتية المستحدثة.

كيف تحصل على حقك بكل سهولة من محترفي ارتكاب الجرائم المعلوماتية

على عكس ما يتصوره البعض، فإن الحصول على حقك في الجرائم المعلوماتية أسهل وأيسر وأهون بكثير من أي جرائم أخرى عادية، حيث أن من السهولة إثباتها، فالأدلة فيها سائغة وواضحة واستخلاصها من أسهل ما يمكن، ولكن الصعوبة كلها تكمن في كيفية الصياغة، كيفية صناعة الدليل ، كيفية الربط بين هذا وذاك، كيفية اثبات القصد الجنائي بالصور أو التسجيلات أو اللقطات المصورة، أو الألقاب والأسماء، وغيرها من أوجه الحنكة والمهارة في تقديم كل ذلك على طبق من فضة للنيابة العامة.

فكما قلنا فإن جريمة هتك العرض من جرائم الشكوى، ولم ولن تنوب عنك النيابة العامة فيها، ولكن أنت المضرور، أنت المجنى عليه، أنت الوحيد الذى تستطيع أن تقدم الشكوى وتستقى الأدلة المتساندة، وتربط بين هذا وذاك، وتقدم كافة أوجه الإثبات، لذا كان المحامين الماهرين في مثل هذه القضايا هم من يملكون الوقت والجهد والذكاء والحنكة في صياغة مواد الاتهام وتطبيقها على صحيح الوقائع المجرمة.

وقد رسم القانون المصري الأطر ووضع في لائحته التنفيذية التفسير الشافي لكل من يسأل أو يستعلم عن كيفية الحصول على حقه بصدد الجرائم المعلوماتية، وبالأخص جرائم الاعتداء على العرض أو الشرف، ولنعلم أن مباحث الإنترنت وإن كانت هي الجهة الفنية الأصيلة المخول لها بصريح القانون سالف الذكر مباشرة الإجراءات الأولى والمبدئية في مثل هذه الجرائم المستحدثة، فإن هناك جهات أخرى تستطيع من خلالها تحريك البلاغ، ومنذ مرور البلاغ بمراحله الأولى كبلاغ وانتقاله إلى مرحلة التحقيق ووصوله إلى مرحلة الدعوى، فإنك خلال هذه المرحل سوف يتضح لك وتتأكد بأن المشكلة العظمى كانت في شخصك أنت، لأنك لم تعرف كيفية الحصول على حقك.

تجربتي مع جرائم الاعتداء على العرض 


العرض

في إطار تواجدي ببرنامجي التليفزيوني السابق مهمة خاصة على منصة اليوتيوب، ورغم حرصي بأن أكون في منأى ودرب مختلف عن الأخرين، بتقديم فورمات برنامجي الذى عشقه المصريين طيلة سنوات عديدة مضت عبر شاشة التلفاز، إلا أنني وجدت نفسي مجبرا على التعامل مع هواه، وأقولها وبكل صدق، هواه بكل ما تحمل الكلمة من معنى، اللهم سوى القلة القليلة ممن لديهم بالفطرة موهبة تقديم المحتوى، وليت الأمر يقف عند حد المهنية، ولكنه تجاوز ذلك إلى أمراض نفسيه وقلوب سوداء وأناس تموج بدواخلهم المريضة مشاعر من البغضاء والتربص التي لم أجد لها مثيل في حياتي.

والغريب أنك تجد من يحاول التشكيك في مهارتك، ومن يحاول تقييم محتواك، ومن يتعمد اظهارك بأنك غير نقابي ولا علاقة لك بالإعلام، وكان يكفيني رأى الهيئة الوطنية للإعلام في شخصي وفى تاريخي المهني واعتراف الهيئة الوطنية للإعلام بمهنيتي في هذا المجال وذلك من خلال ورود تقريرها الرسمي للنيابة العامة في احدى القضايا التي رفعتها على أحد المجرمين الذين تعمدوا الاعتداء على العرض والشرف فيما يخصني أنا شخصيا.

وكنت اتعجب واندهش وأنا أرى هذا التافه الفاشل وهو يحاول أن  يتدخل في حياتك الشخصية ويحرص على إفشاء أسرارك ، وهذا السمج الفاشل الذى يحاول ويتعمد إيذائك واصطياد كل شئ يستطيع من خلاله أن يحطمك أو يعطل مسيرتك أو يضعك في مأزق،  حتى وصل الأمر رويدا رويدا إلى ارتكاب جرائم سافرة من جرائم الاعتداء على العرض، وجرائم اخري مثل جرائم السب والقذف والتشهير وانتهاك حرمة الحياة الخاصة، مما حدا بي إلى كتابة هذه السطور كنصيحة لكل قارئ وكل شخص قد يتعرض لمثل هذه الجرائم من جرائم العرض والشرف، ولا يعرف كيف يحصل على حقه.

الإعلامى أحمد رجب
الإعلامى أحمد رجب
الاعلامى أحمد رجب.. ضابط شرطة سابق بوزارة الداخلية .. ومقدم برنامج مهمة خاصة على شبكة قنوات الحياة .. كاتب مستقل ومفكر.. حاصل على درجة الماجسنير من كلية الحقوق جامعة القاهرة.. خريج كلية الشرطة عام 1998 .. له العديد من البرامج التليفزيونية الناجحة وأشهرها برنامج مهمة خاصة .. تكرم من العديد من المؤسسات الرسمية والتعليمية وابرزهم وسام جامعة بنها وجامعة القاهرة ومعهد الاسكندرية العالى للاعلام .. محاضر غير متقرغ فى بعض الجامعات وابرزهم الجامعة الامريكية بالقاهرة.
تعليقات