محمد رجب أبرع من كتب الحادثة فى أخبار اليوم
محمد رجب, الكاتب الصحفى الكبير محمد رجب, الإسم الذى كان ومازال محفورآ على جدران عرش صاحبة الجلالة, محمد رجب شيخ شيوخ صحافة الحوادث فى مصر, وأبرع من كتب الحادثة فى صفحة الحوادث بجريدة أخبار اليوم الأسبوعية, تلك الصحيفة الورقية الشهيرة التى كانت ومازالت تصدر صباح كل سبت من كل أسبوع, محمد رجب مدير تحرير الأخبار السابق, ومؤسس جريدة أخبار الحوادث ومدير تحريرها سابقآ, الصحفى الذى كان له صولات وجولات ومغامرات وحكايات ومحطات عديدة فى حياته, وهى محطات لا يمكن أن يشملها مقال واحد على الإطلاق, ولكننا سوف نتعرض لها لاحقآ, أما اليوم فلنا معه محطة خاصة جدآ, ومهمة خاصة جدآ.
محمد رجب _ ليتنى عشت فى جلباب أبى. |
محمد رجب وبلاغ ضد امرآة
كان سنى لم يتجاوز العاشرة عندما حضرت العرض الخاص لهذا الفيلم العربى الشهير"بلاغ ضد امرآة", الذى كتبه والدى الكاتب الصحفى الكبير محمد رجب فى منتصف ثمانينيات القرن الماضى, والذى كان عبارة عن كتاب صغير يحمل نفس الإسم"بلاغ ضد امرآة", وهو أول كتاب كتبه والدى فى حياته, والذى أعقبه بعشرات وعشرات الكتب الأخرى التى كانت ومازالت علامات بارزة فى المكتبة المصرية والعربية, ولم يكن بلاغ ضد امرآة الذى لعب بطولته الراحل الرائع محمود ياسين, والفنانة بوسى, والفنان محمد صبحى, سوى قصة من قصص الحوادث التى قدمها الكاتب محمد رجب للسينما وتجسدت فى سيناريو هذا الفيلم الرائع.
وأنا لا أتحدث هنا عن الفيلم بقدر ما أتحدث عن فحوى الفكرة التى أريد توصيلها لحضراتكم, وهى الخيانة الزوجية, تلك الخيانة التى كان رد فعل الزوج لها غريب جدآ وغير متوقع, لكنه فى النهاية استطاع أن يسترد حقه ويلفظ كريمة التى لعبت بطولتها الفنانة بوسى, تلك المرآة التى لم يكن لها فى الطيب نصيب, ولم تحافظ على بيتها وابنته, وسعت تلهث وراء الدنيا, لم يكن زوجها الدكتور رضوان الذى لعب بطولته الراحل محمود ياسين, سوى رجل مصرى شرقى جاهد بقدر المستطاع أن يوفر لها الحياة الكريمة هى وابنتها, ولكنها اختارت الهاوية.
وبعد ما يقرب من أربعون عامآ على إذاعة هذا الفيلم بدار سينما ريفولى بالقاهرة, نرى نوع أخر من الخيانة, نوع لم يكتبه محمد رجب من قبل, ولم يتعرض له, لكن عبقرية هذا الرجل أنه كان يستقرء ويستنبط الغد, نعم, كان ذو نظرة ثاقبة احترافية, وتحليلات فى الصميم, وقراءة جيدة لوجوه البنى آدمين, وفرز أى شخصية من أول وهلة, وأعترف أننى كنت فى قمة الغباء عندما كنت أعارضه, نعم, أقولها على الملأ, أقولها فى هذه السطور التى ستظل حجة فى عنقى, حجة مؤرشفة بإسمى حتى يوم الدين, مؤرشفة وموثقة فى هذا المقال الذى اكتبه لكم بالقلب قبل القلم, أعترف لكم ياسادة أن الكاتب الصحفى الكبير الأستاذ محمد رجب قد توقع منذ ما يقرب من ربع قرن أن يكون هناك بلاغ أخر ضد امرآة, لكنه بلاغ لم يحرره محمد رجب, لم يكتبه محمد رجب, لم يقدمه للسينما كما فعل فى مقتبل شبابه, فهو بلاغ أخر من نوع أخر وأحداث أخرى, توقعها محمد رجب وشاهدها وهو جالس على مكتبه, وحذرنى منها لكننى لم أنصت له.