قرى محافظة المنيا
المنيا, وبالتحديد قرية شارونة, تستحق أن نخصص لها هذا المقال, بكل ما فيه من عجائب, المنيا وما يحدث تحديدآ فى قرية شارونة إحدى قرى محافظة المنيا, يستحق منا أن نفرد له مقال كامل, نبرز فيه كل العجائب والغرائب التى لن يتخيها أحد, ولا تخطر على قلب بشر, ولا نبالغ أو نهول من الأمر, ولكنها الحقيقة كما عايشناها هناك.
المنيا _ لن تتوقع كيف يذهب الأطفال إلى مدارسهم فى محافظة المنيا . |
حقيقة مؤلمة جدآ عاصرتها بنفسى فى قرية شارونة, إحدى قرى محافظه المنيا الشهيرة, الأطفال يفقدون حياتهم يوميآ بسبب ذهابهم لمدارسهم التى تقع على الضفة الأخرى من القرية, أطفال صغار يضطرون يوميآ أن يستقلوا المعديات المتهالكة, التى تنقلهم إلى الضفة الأخرى من نهر النيل, حيث توجد المدارس والمعاهد هناك, الأمر جلل وخطير وإليكم التفاصيل موثقة بالصور الحصرية.
أين تقع المنيا
المنيا وكما هى معروفة بعروس الصعيد, إلا أن ماشاهدته هناك يجعلنا نعترف بأنها بعيدة كل البعد عن هذا اللقب, فلم أجد أى شئ يدل على أنها عروس الصعيد, المنيا تقع فى مصر الوسطى, وبالتحديد على الضفة الغربية لنهر النيل وتحوى العديد من المراكز والقرى, ومن أشهر مراكزها مركز مغاغة الذى يضم قرية شارونة.
وقرية شارونة عبارة عن جزيرة فى وسط النيل, جزيرة شارونة تضم حوالى 22 ألف نسمة من السكان, وللأسف الشديد عندما قمت بزيارتها وجدت أن كل المرافق العامة هناك مهملة إهمالآ غير طبيعيآ, وبالأخص الوحدة الصحية والتعليم والصرف الصحى والتموين وغيرها.
الموقع الجغرافى لقرية جزيرة شارونة ربما ساهم إلى حد كبير فى هذا الإهمال الجسيم, ولكن ما كان لافتآ للنظر هم الأطفال الذين هم مهددون بفقدان حياتهم يوميآ, بسبب ذهابهم وإيابهم إلى مدارسهم التى تقع على الضفة الأخرى من نهر النيل, كان شئ مخيف ويستحق أن نصنفه بأنه من الغرائب والعجائب, أن يذهب الأطفال يوميآ إلى مدارسهم من خلال معديات متهالكة وغير صالحة للنقل النهرى على الإطلاق, مما أدى إلى غرق العديد من أطفال القرية.
جولة داخل المعديات المتهالكة
جولة داخل المعديات المتهالكة. |
وجدت الجميع مستاء وغاضب جدا من تدنى الحياة الإجتماعية بهذه القرية, وظل الجميع يشرح لى خطورة الأمر, والبعض كان يشاور لى على المعديات الأخرى التى كانت تسير بجوارنا, وتنقل مئات الطلاب, وكانت هذه المعديات تميل بشكل مخيف جدا فى عرض النيل, بصورة تدعوا إلى الرعب والقلق.
تحدث معى معظم الركاب, عن تدنى الحياة الإجتماعية والبنية التحتية بقرية شارونة, وعددوا لى حوادث عديدة وقعت بالفعل, وكانت نتيجتها فقد العديد من أرواح التلامذة والطلاب الصغار, وهو الأمر الذى جعل معظم الأهالى يمنعون أولادهم من الذهاب إلى مدارسهم, خوفآ على حياتهم, حيث لا توجد أى وسيلة إنتقال أخرى سوى المعديات.
أسباب تدنى الوضع المعيشى والبنية التحتية بقرية شارونة
أسباب تدنى الحياة الإجتماعية والبنية التحتية بقرية شارونة. |
ولعل هناك العديد من الأسباب التى جعلت قرية شارونة تعانى كل هذه المعاناة, من سوء وتدنى الوضع المعيشى, والبنية التحتية, وغيرها من أسباب الحياة العادية, ويمكن أن نعدد هذه الأسباب فى النقاط التالية:
- الموقع الجغرافى لقرية جزيرة شارونة وتوسطها لضفتى النيل كان أحد أهم الأسباب والعوامل المؤدية لهذا الوضع المتردى.
- عدم وجود ممثلين حقيقيين لسكان القرية داخل مجلس النواب يعبرون عن لسان حال السكان والأهالى .
- هروب الأيدى العاملة خارج حيز القرية سواء من خلال السفر إلى العاصمة المصرية أو السفر إلى الدول الأخرى المجاورة.
- تعاقب العديد من المحافظين الذين لم ينظروا بعين الإعتبار إلى مشاكل القرية وهموم الأهالى ولم يتخذوا أى إجراءات سريعة.
- الفقر والجهل والمعاناة التى أدت إلى إستسلام معظم أهالى القرية ورضوخهم للأمر الواقع.
- بعد القرية عن مركز مغاغة وعن المراكز الحيوية الأخرى نظرآ لأن القرية نفسها عبارة عن جزيرة مهمشة فى عرض النيل.
- اللامبالاه التى لمستها أنا شخصيآ لدى معظم الأهالى الذين رضخوا لهذه الحياة البدائية القاسية.
- عدد السكان الذى يتجاوز عشرون ألف نسمة وهو عدد متوسط بالمقارنة مع عدد سكان محافظة المنيا ككل.
- عدم الفطنة والكياسة واستغلال الحوادث العديدة التى وقعت وتسليط الضوء عليها إعلاميآ.
- عدم وجود جمعيات أو مؤسسات أهلية أو إجتماعية أو تنموية تستطيع أن تتبنى حل هذه المشاكل.
- الظروف السياسية العديدة التى مرت بها البلاد والتوتر الذى عاشته مصر منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير.
ربما هذه هى أهم العوامل والأسباب من وجهة نظرى الشخصية, تلك العوامل التى أدت لوصول قرية شارونة لهذا الحال, وجعلتها إحدى أهم القرى المهمشة بشمال الصعيد, وتسببت فى العديد من المشاكل الصحية والتعليمية والإنشائية الخطيرة للغاية.
قصص مؤلمة واقعية يرويها الأهالى
قصص واقعية يرويها الأهالى. |
قصص واقعية ومؤلمة, رواها لى أهالى قرية جزيرة شارونة, ورغم ذلك كانوا حامدين شاكرين لله رب العالمين, ورغم أن العديد من هذه القصص الواقعية تقشعر لها الأبدان, وترتجف لها المشاعر, إلا أنهم كانوا مستسلمين لله, ولم تغادر الإبتسامة ملامحم, كنت مندهش جدآ من طيبة الأهالى, ورضاهم بالأمر الواقع, مثلما كنت مندهش للقصص الدامية التى سمعنها منهم, والتى يمكن إيجازها في البنود التالية:
- فقدان معظم الأهالى لأبنائهم وفلذات أكبادهم بسبب المعديات المتهالكة.
- فقدان البعض الأخر من الأهالى لأزواجهم وعوائلهم بسبب الهجرة الغير شرعية.
- إصابة العديد من الأهالى بأمراض مستعصية بسبب تدنى وتلوث مياة الشرب واختلاط مياة الصرف بمياة الشرب.
- تفاقم الإصابات والأمراض بسبب عدم وجود مستشفيات عامة داخل القرية.
- المعاناة اليومية من عدم وجود إسعافات أولية بسبب تدنى وإهمال الوحدة الصحية للقرية.
وكل بند من هذه البنود, كان وراءه قصة وحكاية مؤلمة جدآ, لن يتسع لها المقام هنا, ورغم ذلك كان معظم الأهالى حامدين وشاكرين لله رب العالمين, وكانت البساطة والطيبة والإبتسامة لم تغادر ملامحهم.
الرئيس السيسى يتدخل بمبادرة حياة كريمة
وكالعادة, وكما يفاجئنا دومآ بنصرته للبسطاء والغلابة وقليلى الحيلة والمقهورين من أبناء الشعب المصرى, يتدخل الرئيس عبدالفتاح السيسى شخصيآ, ويخصص ميزانية كبيرة لمحافظة المنيا, وبالتحديد لقرية جزيرة شارونة, ضمن مبادرة حياة كريمة, التى يوليها الرئيس إهتمام وعناية خاصة, لتبدأ قرية شارونة تتنفس الصعداء, بعد سنوات عديدة مضت , كانت سنوات من القحط والفقر المقمع وفقدان أبسط معانى الحياة.
لم يصدق الأهالى أن الدولة المصرية من خلال الرئيس الإنسان عبدالفتاح السيسى, قد أولت هذه القرية المهمشة إهتمام وعناية خاصة, ولم يستوعب أهالى قرية شارونة, أنهم سوف يعيشون حياة كريمة بالفعل, وسوف يودعون كل الأهوال التى عاصروها من قبل, والتى دفعوا فاتورتها غالية من أرواح أبنائهم وذويهم.
بدأت الفرحة والسعادة تعرف طريقها إلى قلوب هؤلاء البسطاء من أبناء الصعيد, حيث أمر الرئيس بتنفيذ مشروعات وتطورات عملاقة لم تشهدها القرية من قبل, خاصة فى النواحى التعليمية والصحية والإنشائية والبنية التحتية وغيرها, ولن يتسع المقال هنا لعرض كل هذه الإيجابيات التى سوف تكون فحوى مقالنا القادم بإذن الله تعالى.
الخاتمة
وهكذا نكون قد أوضحنا لكم وبالصور التوثيقية والأرشيفية, التى إلتقطتها عدسة برنامج مهمة خاصة التليفزيونية والصحفية, فى هذه الجولة التى قضينا فيها يومين كاملين بصعيد مصر, وبالتحديد فى قرية جزيرة شارونة بشمال الصعيد, بمحافظة المنيا, تلك المحافظة الملقبة بعروس الصعيد, والتى شعرت لبرهة من الوقت, بعد ما شاهدته من أمور مؤلمة وصعبة ومبكية بهذه القرية, أن هذا اللقب بعيد كل البعد عن المنيا, ولكن سرعان ما بادر رئيس مصر عبدالفتاح السيسى, بإعادة بريق محافظه المنيا من جديد, من خلال تطور شامل فى كافة القرى والمراكز, ومنها قرية شارونة التابعة لمركز مغاغة, وهكذا يكرس رئيس مصر ملحمة وطنية استمرت منذ توليه الأمر, كرئيسآ لجمهورية مصر العربية , وهى نصرة البسطاء والفقراء والمقهورين وقليلى الحيلة, من أبناء شعب مصر العظيم .