أول تصوير تليفزيونى ميدانى مع هيئة النيابة الإدارية
كانت هذه هى المرة الأولى التى يرى فيها المشاهد أعضاء هيئة النيابة الإدارية وهم يقومون بمأمورياتهم السرية الميدانية, ومهامهم الخاصة بالغة الخطورة والأهمية, كانت هذه المأمورية التى إشتركنا فيها معهم قد استهدفت مستشفى العياط العام بمحافظة الجيزة, بعد تلقى مئات, بل ألاف الشكاوى ضد هذه المستشفى وما يحدث فيها من إهمال جسيم.
النيابة الإدارية - أصابها الذهول داخل المشرحة والسبب عجيب. |
كان لى شرف اللقاء مع المستشار على رزق, رئيس هيئة النيابه الإدارية الموقرة, وذلك بمقر ديوان النيابة الإدراية بمدينة السادس من أكتور, وهو اللقاء الذى سبق تحركنا مع أعضاء الهيئة الموقرة, لاستهداف ومفاجأة مستشفى العياط العام بالجيزة, وهو اللقاء أيضآ الذى إطلعنا من خلاله على خط سير المأمورية القضائية رفيعة المستوى, وعلى السادة وكلاء النيابة, الذين سوف نرافقهم فى هذه المأمورية, وغيرها من التفصيلات التى كان يجب الإحاطة بها مسبقآ قبل تحركنا معهم إلى مستشفى العياط.
مفاجأة واستهداف مستشفى العياط العام وكشف المستور
مع أعضاء هيئة النيابة الإدارية داخل مستشفى العياط العام بالجيزة. |
فى تمام الساعة العاشرة صباحآ, تحركنا جميعآ من ديوان عام النيابة الأدارية, بمقر مدينة السادس من أكتوبر, إلى محافظة الجيزة, قاصدين مستشفى العياط العام, وبمجرد وصولنا ودخولنا مع أعضاء النيابة الإدارية, توالت العديد من المفاجأت المدوية, وكما يظهر فى الصورة, فالأرض غارقة فى مياة الصرف الصحى بشكل منافى تمامآ لمعايير السلامة والصحة العامة, وجدت نفىسى وأنا والسادة وكلاء النيابة غارقين فى بركة من المياة الملوثة المنتشرة فى كل أرجاء المستشفى بالكامل.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد, بل كانت هناك أكثر من مفاجأة مؤسفة أخرى لم تكن تخطر على بالنا جميعآ, فلم يتوقع أحد أن تصل درجة الإهمال الجسيم إلى هذا الحد اللامعقول, خاصة فى مستشفى حكومى تخدم شريحة هائلة من سكان الجيزة وضواحيها, وهى مستشفى العياط العام, إرتبك الجميع داخل المستشفى, خاصة مدير المستشفى ورؤساء الأقسام وغيرهم من المسئولين الأخرين, أصابتهم الصدمة والذهول التام, فلم يتوقع أحد وصول أكثر من لجنة تحقيق من النيابة الادارية وبصحبتهم عدسات التليفزيون.
عناصر الإهمال الجسيم داخل مستشفى العياط العام
عناصر الإهمال الجسيم لم تترك مكان داخل المستشفى إلا وقد أصابته, فالأمر كما قلنا لم يتوقف عند حد إنتشار مياة الصرف الصحى فى أرجاء المستشفى بالكامل فحسب, ولكن كل مكان كنا ندخل فيه كنا نفاجئ بإهمال فاق الحد, ويمكن إجمال الأماكن التى أصابتها عناصر الإهمال الجسيم فيما يلى:- غرفة المغسلة عشش بداخلها العنكبوت والحشرات وغير صالحة للإستخدام تمامآ.
- غرفة الثلاجة الرئيسية أو المشرحة تحولت إلى مستودع أنابيب وتخزين للمهملات والبضائع المجهولة المصدر.
- غرفة السنترال الرئيسىة للمستشفى معطلة بالكامل وكل الخطوط متوقفة تمامآ عن العمل.
- معامل التحاليل غير مؤهلة تمامآ وأرضية المعامل ممتلئة بالبكتريا ومخلفات التحاليل.
- غرف الأشعة غير مؤهلة تمامآ وأجهزة الأشعة نفسها عشش بداخلها العنكبوب والحشرات.
- كافة الوصلات والأسلاك الكهربائية مكشوفة وغير مطابقة لأى معاييرقياسية.
- كافة اشتراطات الحماية المدنية غير متوفرة تمامآ حتى الأجهزة نفسها مخلوعة ومنزوعة من أماكنها.
- كافة وصلات الصرف الصحى معطلة بالكامل.
- غياب وانقطاع أغلب أطقم الأطباء والتمريض عن العمل.
- غرف العناية المركزة غير مؤهلة تمامآ للإستخدام الأدمى.
- الأغطية والمفروشات والأسرة الموجودة فى غرف الكشف ممتلئة بالبق والحشرات.
- التعسف فى التعامل مع المرضى مما أدى إلى تقديم العديد من الشكاوى المتلاحقة.
- تحطم صيدلية المستشفى الرئيسية وسرقة محتوياتها بالكامل.
- غرف العمليات غير معقمة وغير مجهزة وينقصها العديد من الأجهزة الطبية الرئيسية.
هذه كانت أبرز عناصر الإهمال الطبى الجسيم الذى رصدته كاميراتنا فى برنامجنا مهمة خاصة, والذى رصدته أيضآ تحقيقات النيابة, حيث تم فتح العديد من التحقيقات الموسعة, وتم توجيه حزمة من الإستجوابات لكل المسئولين داخل مستشفى العياط العام, وكل عنصر من هذه العناصر سالفة الذكر يحتاج منا إلى عدة مقالات, وليس مقال واحد فقط, لكننا سوف نشير إلى أهم وأغرب عناصر الإهمال الجسيم.
النيابة الإدارية أصابها الذهول داخل المشرحة والسبب عجيب
النيابة الإدارية تدخل ثلاجة المستشفى التى تحولت إلى مستودع أنابيب. |
هنا لابد وأن نقف طويلآ أمام هذا الإهمال العجيب والغريب والفريد من نوعه, بصرف النظر عن المرضى الذين فقدوا حياتهم داخل هذه المستشفى, وخاصة فى عمليات الشفط وتكميم المعدة, وربما تحدثنا فى مقالة سابقة وبالتفصيل عن قصة واقعية حقيقية لفتاة ريفية تدعى أميرة, فقدت حياتها بسبب هذه العملية الخطيرة, نتيجة إهمال جسيم مشابه فى مركز طبى خاص, وكانت المقالة بعنوان, إحذروا الصديد فى تدبيس المعدة, إلا أن الأمر هنا مختلف, فالمشرحة نفسها عبارة عن صديد فى حد ذاته, نعم, مشرحة مستشفى العياط العام, جعلتنى أنا وفريق النيابة فى حالة ذهول للأسباب التالية:
- ثلاجة المستشفى التى من المفترض أن تكرم الإنسان أهانته وتحولت إلى مخزن للمهملات.
- ثلاجة المستشفى العام التى من المفترض أن تكون على أفضل مستوى تعقيمى وفنى تحولت لمستودع أنابيب.
- ثلاجة مستشفى العياط العام تحولت لمخزن للروبابكيا والأجهزة والمعدات القديمة.
- اشتراطات النظافة غير موجودة بالمرة وخيوط العنكبوت والفئران والقطط كانوا هم المتسيدين للمشهد المخزى.
- الوصلات الكهربائية والتبريد الشديد الذى هو أهم معايير ومقاييس الجودة كانوا خارج نطاق الخدمة.
بالطبع كان المشهد صادم للجميع, وربما الصورة اعلاه تغنى عن أى تعبير, فهى صورة حصرية لم تنشر من قبل, وربما لم تخطر على بال أحد, وبالتالى كان السؤال الذى يطرح نفسه هو, كيف تتعامل المستشفى مع المرضى الذى يتوفاهم الله تعالى سواء داخل أسوارها أو هؤلاء الذين يستقبلهم قسم الطوارئ, القادمين للمستشفى وقد فارقتهم الحياة, إثر حوادث خارجية, خاصة على شريط مزلقان القطار القريب جدآ من المستشفى, أو على الطريق السريع المواجه للمستشفى مباشرة.
النيابة الإدارية تحيل الجميع للتحقيقات الفورية
بالطبع لا يمكن أن استكمل معكم باقى عناصر هذا الإهمال الجسسيم داخل مستشفى العياط العام, لأن بالفعل الموضوع كبير, وخطير, ولا يمكن أن يستوعبه مقالة واحدة, ولكننى أعدكم بمواصلة كشف باقى عناصر هذا الإهمال الجسيم فى مقالات أخرى متلاحقة, مرفق مع كل مقالة صور حصرية لم تنشر من قبل, سوف نعرضها لكم من مسرح الأحداث نفسه ومن على أرض الواقع.
أحيطكم علمآ بأن النيابه الإداريه وأثناء مباشرة تفتيشها المفاجئ والغير متوقع, إختفى كافة المسئولين بالمستشفى, المدير فص ملح وداب, وهكذا نواب المدير, ورؤساء الأقسام والمعامل وغيرهم, الكل إختفى تمامآ وأغلق تليفوناته, ولكن هيئه النيابة الإدارية قامت باستدعاء الكل, وفتحت تحقيقات قضائية وإدارية مع جميع المسئولين, ووجهت لهم الإستجوابات المتلاحقة والإتهامات المتعددة, وقد رصدنا كل هذه التفاصيل بالصوت والصورة, وعرضناها عبر برنامج مهمة خاصة.
ولكن كان من الأحرى أن نسردها لكم فى سطور مكتوبة, مرفق معها كافة الصور والإستبيانات, ولن نقف كما قلنا عند حد التعرض لعنصر واحد من عناصر الإهمال, ولكننا سوف نواصل تقديم مقالات متتابعة عن باقى هذه العناصر, خاصة المستوى الردئ الذى كشفناه داخل معامل التحاليل والأشعة, وغرف العمليات, والعناية المركزة, وغرف الكشف والإستقبال, وعنابر المرضى العادية, وكل مايتعلق بالإشتراطات والمعايير القياسية التى لم تكن موجودة بالمرة.
الخاتمة
وفى نهاية مقالنا هذا, الذى لم ولن يكن الأول والأخير على الإطلاق, بل سوف نعقب ذلك بعدة مقالات متلاحقة, عن العجب العجاب الذى شاهدناه بأعيننا داخل مستشفى العياط العام بالجيزة, والتى ومن وجهة نظرى الشخصية, لا يمكن أن تصنف هذه المستشفى كمستشفى حكومى تابع بشكل مباشر لوزارة الصحة, ولكن لولا رجال النيابة الإدارية, ولولا ما قاموا به من جهد مضنى فى كشف هذا الإهمال, لما تم كشف كل ذلك وعرضه لكم, مؤكد لحديثنا هذا بقية أخرى.